في الوَضع الطّبيعي يكون مجرى الدّم مُعقمًا ولا يحتوي على أي بكتيريا فيه، ولكن ماذا إذا كان هُناك بكتيريا؟



ماذا يعني وجود بكتيريا في الدم؟

يُشير وجود البكتيريا في الدم إلى الإصابة بتلوّث الدّم أو تجرثمه (Bacteremia)، ويحدث ذلك نتيجةً للعديد من الأسباب التي تتراوح خطورتها ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ولا يُسبب تجرثم الدم مشاكل في حال قام جِهاز المناعة بمُقاومة البكتيريا وإزالتها، أمّا إذا كانت البكتيريا موجودة في الدّم لفترة طويلة وبأعداد كبيرة خاصة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يمكن أن تنجُم عدوى أُخرى في الجِسم بفِعل تجرثم الدّم، وهذا الأمر يُؤدي أحيانًا إلى استجابة خطيرة على مستوى الجسم تسمى بتسمم الدّم أو تعفّن الدّم (Sepsis).[١]


كيف تدخُل البكتيريا إلى مجرى الدّم؟

قد تدخُل البكتيريا إلى مجرى الدّم نتيجةً لأسبابٍ متعددة، وفيما يلي أبرزها:


ممارسة بعض الأنشطة اليومية

تتسبب الأنشطة اليومية البسيطة أحيانًا في تجرّثم الدم؛ كتنظيف الأسنان بفُرشاةٍ خشنة وبشدّة، الأمر الذي يؤدي إلى دخول البكتيريا الموجودة حول الأسنان لمجرى الدم، كما يمكن أن تدخل البكتيريا لمجرى الدم من الأمعاء أثناء الهضم، ونادرًا ما يؤدي تجرّثم الدم الذي يحدث أثناء هذه الأنشطة للإصابة بتسمّم الدّم.[١]


الإجراءات الطبية والسّنيّة

يمكن أن تُسبب إجراءات الأسنان أو الإجراءات الطبية تجرّثم الدم، وقد يحدث ذلك أثناء تنظيف الأسنان بواسطة طبيب الأسنان، وأثناء إدخال القسطرة في المثانة، أو إدخال أنابيب في الجهاز الهضمي أو المسالك البولية، كما يمكن أن يُسبب علاج الجروح المصابة، والخراجات، وتقرّحات الجسم بالجراحة إلى طرد البكتيريا من الموقع المصاب، مما قد يؤدي لتجرّثم الدم.[١]


بعض أنواع العدوى البكتيرية

تتسبب مجموعة متنوعة من البكتيريا في الإصابة بتجرّثم الدم، كما يمكن أن ينتج عنها عدوى في مجرى الدم، ومن الأمثلة على هذه البكتيريا ما يأتي:[٢]

  • المُكوّرات العُنقودية الذّهبية (Staphylococcus aureus) بما في ذلك المُكوّرات العُنقودية الذّهبية المقاومة للميثيسيلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus - MRSA).
  • الإشريكية القولونية (E. coli).
  • المُكوّرات الرئوية.
  • المُكوّرة العُقدية المُقيّحة من نوع البكتيريا إيجابية الغرام (Group A Streptococcus).
  • السالمونيلا المعويّة (Salmonella species).
  • الزائفة الزنجاريّة (Pseudomonas aeruginosa).




المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) هي نوع من البكتيريا التي يصعب علاجها لأنّها تُقاوِم بعض المضادات الحيوية، ويمكن أن تنتشر عدوى هذه البكتيريا في المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى.




عوامل تزيد من فُرص دُخول البكتيريا إلى الدم

تزيد بعض العوامل من فرصة وجود بكتيريا في الدم، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:

  • الإصابة الحالية بعدوى بكتيريّة في مكانٍ آخر من الجسم؛ كالتهاب المسالك البولية (UTI)، أو الالتهاب الرئوي (Pneumonia).[٢]
  • الإصابة بحالة طبية طويلة الأمد كمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وقصور القلب، ومرض السكري.[٣]
  • ضعف جهاز المناعة نتيجة الإصابة بحالة طبية طويلة الأمد، أو تناول دواء معين.[٣]
  • إصابة حديثة أو حرق كبير.[٣]
  • إجراء جراحي حديث.[٣]
  • الانتقال مؤخرًا إلى المستشفى.[٢]


أعراض وُجود البكتيريا في الدّم

عادةً ما يكون تجرّثم الدم الناتج عن أمور بسيطة كإجراءات الأسنان مؤقتًا ولا يُسبب أي أعراض،[١] بينما إذا ازداد وطال تراكُم البكتيريا في الدّم فستظهَر عدّة أعراض تدُل على الإصابة بتسمّم الدّم، ومنها:[٤][٥]

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • القشعريرة.
  • الضعف البدني.
  • التّعرق.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • تسارع ضربات القلب.
  • سرعة التنفس.
  • خفقان القلب.
  • التهيج والانزعاج، وهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال.


كيف يكشِف الطّبيب عن وجود بكتيريا في الدم؟

يُراقِب الطّبيب الأعراض التي يُعاني منها المُصاب، وفي حال اشتبه بوُجود بكتيريا في الدّم، سيطلب تحليل مخبري (زِراعة لعينة من الدّم)، وهو إجراء يقوم على فحص عينة من الدم للتحقق مما إذا كانت تحتوي على بكتيريا يمكن أن تُسبب العدوى أم لا، وغالبًا ما تؤخذ 2 - 3 عينات دم من أوردة مختلفة للتأكد من عدم تفويت البكتيريا، وبالتالي الحصول على تشخيصٍ دقيقٍ للحالة.[٤][٦]




قد يُجرى فحص حساسيّة البكتيريا للمُضادّات الحيويّة جنبًا إلى جنب مع فحص الزّراعة، وهذا الأمر يُساعِد على العثور على الدواء المناسب لعلاج العدوى.




الوِقاية من دُخول البكتيريا للدّم

لتقليل خطر وجود بكتيريا في الدم وما قد يترتب عليها من آثار ومضاعفات، يوصى باتّباع النصائح والإرشادات التالية:[٥]

  • الاعتناء بالجروح المفتوحة جيدًا، وتجنّب إصابتها بالعدوى من خلال المحافظة على نظافتها، وعلاجها بالأدوية المُطهرة أو بحسب ما يوصي به الطبيب.
  • الحصول على لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
  • عدم تجاهل ألم الأسنان؛ إذ يمكن أن تتسبب عدوى الأسنان في انتقال البكتيريا لمجرى الدم، لذا يُنصح بمراجعة طبيب الأسنان قبل أن تفاقم المشكلة سوءًا.
  • زيارة الطبيب لمتابعة التهابات الجيوب الأنفية والأذن وعلاجهما.


دواعي مُراجعة الطّوارئ

غالبًا ما تكون أعراض وعلامات الإصابة بعدوى مجرى الدم غير واضحة، كما يمكن أن تُحاكي حالات طبية أخرى،[٢] ومع ذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور إذا عانى المصاب من أيًا من الأعراض التالية:

  • ارتفاع درجة الحرارة، أو القشعريرة، أو الارتعاش بشكلٍ مُفاجئ.[٢]
  • صعوبة في التنفس.[٣]
  • الشعور بالضعف الشديد، وصعوبة في الحركة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Joseph D Forrester (9/2021), "Bacteremia", msdmanuals, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Jill Seladi-Schulman (14/10/2019), "Everything You Want to Know About Bacteremia", healthline, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Bacteremia", drugs, 1/11/2021, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Septicemia", clevelandclinic, 17/5/2021, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Leisa Bailey (20/1/2021), "Blood Poisoning", familydoctor, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  6. "Blood Culture", labtestsonline, 21/12/2020, Retrieved 7/11/2021. Edited.