ما هي أنيميا الفول؟

يعتبر مرض التفوّل أو أنيميا الفول مرضًا وراثيًا مرتبطًا بالجين X، وهو أحد الأمراض المتعلّقة بالاختلالات الإنزيمية شيوعًا،[١] إذ يحدث بسبب نقص إنزيم (G6PD Deficiency)، الضّروري للمحافظة على استمرارية وظيفة كريات الدم الحمراء، وحمايتها عندما تتعرّض للأكسدة، بالتالي فإنّ نقص هذا الإنزيم يعرّض كريات الدم الحمراء إلى التكسُّر قبل انتهاء عمرها، وبالتالي سيعاني الأشخاص من فقر الدم الانحلالي (Hemolytic Anemia).[٢]


عوامل خطر الإصابة بأنيميا الفول؟

هناك العديد من العوامل التي تحفّز انحلال الدم بسبب نقص إنزيم (G6PD)، وفيما يلي أكثر هذه العوامل شيوعًا:[٣][٤]

  • تناول الفول: قد يتم تحفيز تكسير كريات الدم الحمراء بعد تناول الفول أو بعض أنواع البقوليات الأخرى مثل فول الصويا.[٣][٤]
  • بعض أنواع الأطعمة الأخرى؛ مثل التوت البري، أو المحتوية على الصّبغات الصناعية الزرقاء، أو الحبوب المحتوية على فيتامين K.[٣][٤]
  • بعض الأدوية: تشمل الأدوية التي تحفّز الإصابة بأنيميا الفول ما يلي:[٣][٤]
  • مضادات الملاريا.
  • السلفوناميدات (Sulfonamides) أحد أنواع المضادات الحيوية شائعة الاستخدام.
  • بعض أنواع مسكّنات الألم (NSAIDS)..
  • الأسبرين (Aspirin).
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى.[٣][٤]
  • التعرض للمواد الكيميائية: مثل كرات النفثالين المُستخدَمة كمطهّر ومبيد حشري.[٣][٤]
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم.[٥]
  • المنثول: يتواجد المنثول في العديد من المنتجات اليومية المُستخدَمة بشكلٍ شائع، مثل معاجين الأسنان، وبعض أنواع اللبان، لذلك يجب قراءة مكونات المنتجات، والاستعاضة بتلك التي تحتوي على النعناع الطبيعي بدلًا من المنثول.[٦]


أعراض أنيميا الفول

يظهر على الشخص المُصاب بأنيميا الفول العديد من الأعراض، والمتمثّلة بما يلي:[٤]

  • اليرقان، ويظهر كاصفرار في لون البشرة وبياض العينين.
  • الشّحوب، وهذه العلامة تكون واضحةً في الغشاء الدّاخلي لتجويف الفم عند الأطفال من ذوي البشرة الدّاكنة، فيحدث الشحوب نتيجةً لتراجع قدرة الدم على إيصال الأكسجين إلى الأنسجة بشكل كافٍ.
  • تسارع في نبضات القلب.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • ظهور البول بلونٍ داكن مائل إلى اللون البرتقالي، وقد يشبهّه بعض الأشخاص بلون الشاي.
  • الدوخة.
  • التعب العام.
  • ضيق التنفس.
  • تضخُّم حجم الطحال.




عند التعرّض لفقر الدم بشكل فجائي، من غير سببٍ واضح، سيقوم الطبيب بالتحقق من أنّ السبب ليس أنيميا الفول، كما يجدر التنويه إلى اختفاء أعراض أنيميا الفول خلال أسابيع من تقديم العلاج والتخلّص من المسبب، لذلك تعتبر هذه الحالة طارئةً وتستدعي التدخل الطبي الفوري.



[٧]


من هم الأشخاص المعرّضون للإصابة بأنيميا الفول؟

لا يمكن الجزم بالقول وجود فئاتٍ محددة تُصاب بأنيميا الفول دونًا عن غيرها، إلا أنّ هناك فئاتٌ أعلى خطورة للإصابة، وتشمل هذه الفئات ما يلي:[٧]

  • الذكور؛ إذ إنهم معرّضون للإصابة بنسبة أعلى مقارنةً بالإناث.
  • الأشخاص من أصول منطقة البحر الأبيض المتوسط، أو الأمريكيين من ذوي البشرة الداكنة أو ذوي الأصول الإفريقية.
  • الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بأنيميا الفول.


ما مدى شيوع أنيميا الفول؟

تتوزع معظم حالات أنيميا الفول في منطقة أفريقيا، وبعض مناطق آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط، والبحر الأبيض المتوسط، وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك حالات متعددة بين العرق الأسود، وتصل نسبة هذه الحالات ما بين 10-14%،[٧] ويُرجّح سبب هذا التوزيع إلى علاقته مع مناطق تواجد الملاريا، إذ إنّ نقص إنزيم (G6PD) عاملٌ وقائيّ من الإصابة بعدوى الملاريا، أمّا الحالات الأخرى فإنّها تُعزَى إلى طفرات جينية.[٨]


كيفية الكشف عن احتمالية الإصابة بأنيميا الفول

فيما يلي الطّرق المُتاحة لتشخيص أنيميا الفول، أو حتى الإصابة بالأنيميا الانحلالية:[٩][١٠]

  • القياس المباشر لمستويات إنزيم (G6PD) في الدم.
  • تحليل تعداد الدم الكامل (CBC).
  • فحص مخزون الهيموغلوبين.
  • فحص عدد الكريات الشبكية (Reticulocyte Count Test).
  • ارتفاع مستوى البيليروبين الحر في الدم والذي ينتج عن تكسّر كريات الدم الحمراء.
  • ارتفاع إنزيم (LDH) في الدم، بعد تحلل كريات الدم الحمراء.




تحرص عدة دول؛ خاصّةً التي تنتشر فيها حالات أنيميا الفول على إجراء فحص الكشف عن أنيميا الفول في أول شهرٍ للطفل بعد الولادة، وتُؤخَذ هذه العينة عادةً من كعب القدم، ومن العينة الواحدة يتمّ إجراء عدّة فحوصات أخرى..[١١]




هل هناك علاج لأنيميا الفول؟

يشمل العلاج الرئيسي لأنيميا الفول التخلُّص من أي ّمحفّز قد يؤدي إلى ظهور الأعراض عند الشخص المصاب، ومن النصائح الهامة بخصوص الوقاية ما يلي:[١٢]

  • علاج أية التهابات أو إصابات بالعدوى عندما تكون هي مسبب وجود الأعراض.
  • إيقاف الأدوية التي تسبب تفاقم الأعراض.
  • تجنُّب الأطعمة التي تسبب ظهور الأعراض.


أمّا في حال تطوّرت الحالة، فقد يتم اللجوء إلى ما يلي:[١٢]

  • نقل الدم.
  • الحصول على المكملات الغذائية؛ مثل حمض الفوليك والحديد تحت الإشراف الطبي.
  • تعريض الأطفال الرضّع للعلاج الضوئي في حالات اليرقان.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.


هل هناك بدائل عن الفول؟

نعم. هناك العديد من البدائل التي تمدّ الطّفل بالعناصر الغذائية عوضًا عن اكتسابها من الفول، ومن الأمثلة على هذه المصادر:[٣]

  • الحبوب الكاملة: مثل القمح، والشعير.
  • الأغذية التي تحتوي على كميات عالية من مضادات الأكسدة، وذلك لأنّ الأكسدة تعتبر محفزًا لانحلال كريات الدم الحمراء للانحلال، ومن الأمثلة على هذه الأغذية، البندورة، والتوت، والتفاح، والعنب، وبذور عبّاد الشمس، والبرتقال، والسبانخ، والجوز.




استشر الطبيب أو أخصائي التغذية بخصوص مصادر الغذاء، وعن ما إذا كان مناسبًا تناول هذا الصنف من الطعام.




نصائح لرعاية طفلٍ مُصاب بأنيميا الفول

فيما يلي أهم القواعد التي يجب أن يتعلمها الطفل المصاب بأنيميا الفول، لينعم بحياةٍ صحية:

  • عدم تناول الفول أو الأغذية المحضرة، فمثلًا يتم تصنيع الفلافل من الفول في بعض الدول، لذلك يجب تعليم الطفل أن لا يأكل ما يحلو له دون استشارة أحد والديه.[١٣][١٤]
  • الابتعاد عن استنشاق غبار طلع نبات الفول.[١٣][١٤]
  • تجنّب استنشاق بعض الكيماويات؛ كالنفثالين، والمبيدات الحشرية.[١٣][١٤]
  • تجنّب الأدوية التي تتعارض مع حالات أنيميا الفول.[١٣][١٤]
  • توعية الطفل بأنّه قادرٌ على أن ينعم بحياةٍ طبيعية فلا داعي للقلق وفقدان الأمل، وأنّ كل ما عليه هو الالتزام بالتعليمات التي تنفع صحته.[١٥]
  • إخبار الطبيب، ومدرسة الطفل عن حالة الطفل.[١٥]
  • الذهاب للطوارئ في حالة ظهور أيّ من أعراض انحلال الدم.[١٥]
  • عدم تناول المرضع لطفل مصاب بأنيميا الفول حبوب الفول.[١٦]
  • الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابات الفيروسية قدر الإمكان.[١٧]


المراجع

  1. "Pediatric Provider Insight into Newborn Screening for G6PD Deficiency", NCBI, Retrieved 8/11/2021.
  2. "Glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency", MedlinePlus, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ Deficiency-2018.pdf "nutrition update"، AKUH، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "G6PD Deficiency"، Kids Health، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2021. Edited.
  5. "Glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency induced haemolysis in a woman with newly diagnosed diabetes after normalisation of hyperglycaemia", NCBI, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  6. "A model of glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency in the zebrafish", NCBI, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "G6PD Deficiency"، .cedars-sinai.، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021. Edited.
  8. "Diagnosis and Management of G6PD Deficiency", American Family Physician, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  9. "Glucose-6-Phosphate Dehydrogenase (G6PD) Deficiency Workup", Med Scape, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  10. "What Is the G6PD Test?", Web MD, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  11. "Glucose-6-Phosphate Dehydrogenase Deficiency", Baby's first test, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Glucose-6-Phosphate Dehydrogenase (G6PD) Deficiency Treatment & Management", Med Scape, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "G6PD deficiency", ST Jude Children's research Hospital , Retrieved 22/11/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث " What Is Favism? What Does It Have To Do With Fava Beans?", Science ABC, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت children with G6PD deficiency,avoid, or after an infection. "G6PD deficiency", The Royal Children's Hospital Melbourne, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  16. Beans – This is the,while breastfeeding a G6PD infant. "Breastfeeding Challenges with G6PD: Not as Bad as it Looks", Infant risk Centre, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  17. "Glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency and infection: a study of hospitalized patients in Iran.", NCBI, Retrieved 22/11/2021. Edited.