من الطّبيعي والمُهمّ أن يتخثّر الدّم في الجِسم لمنع النزيف المُفرط عند إصابة أحد الأوعية الدموية؛ إذ تعمل الصفائح الدموية (Platelets) وهي نوع من خلايا الدم جنبًا إلى جنب مع البروتينات في البلازما (Plasma)، وهو الجزء السائل من الدم على وقف النزيف عن طريق تكوين خَثرة دمويّة فوق موقع الإصابة، ولكن ماذا عن أسباب تخثّر الدّم غير الطّبيعي؟[١]

ما هو سبب تخثّر الدّم الطّبيعي؟

يحدُث تخثّر الدّم بشكلٍ طبيعي عند الحاجة فقط (أي عند حُدوث نزيف مثلًا)، وذلك من خلال آلياتٍ مُعقدةٍ في مجرى الدم؛ فعند تعرّض بطانة الأوعية الدموية لضرر ما تتجمع الصفائح الدموية في المنطقة المصابة لتشكيل سُدادة أولية، وتُطلق كذلك مواد كيميائية تبدأ بسلسلة التخثر باستخدام مجموعة من عوامل التخثر التي يُنتجها الجسم، وفي النهاية يتشكل الفيبرين (Fibrin)؛ وهو بروتين يتشابك مع نفسه لتشكيل شبكة تُشكّل خثرة دمويّة نهائيّة تعمَل على إيقاف نزف الدّم.[٢]


ما هي أسباب تخثر الدم غير الطّبيعي؟

يمكن أن تكون حالات تخثر الدم غير الطبيعية أو المرضية مُكتسبة؛ بمعنى أنها تحدث بعد الولادة خلال مراحل الحياة المختلفة، أو وراثية تنتقل من الوالدين إلى الطفل،[٣] وفيما يأتي توضيحًا للأسباب المحتملة لتخثر الدم المرضي:

  • نقص فيتامين ك: (Vitamin K Deficiency)، يشيع تشخيص نقص فيتامين ك المرتبط باضطرابات تخثر الدم عند الرُّضع، ومع ذلك فإنّه يمكن أن يؤثر في المصابين على اختلاف أعمارهم.[٣]
  • تصلّب الشرايين: (Atherosclerosis)، حالة طبية تحدث عندما تتراكم الترسّبات داخل الشرايين، مما يُسبب تضيّقًا فيها، الأمر الذي يحدّ من تدفق الدم عبرها، ويؤدي إلى حدوث جلطات دموية، أو نوبة قلبية، أو سكتة دماغية.[٤]
  • مرض فون ويلبراند: (Von Willebrand’s Disease)، يرث المصابون بمرض فون ويلبراند طفرة جينية تؤثر في إنتاج عامل فون ويلبراند؛ وهو بروتين تخثر الدم، وفي حالاتٍ نادرة يمكن أن تحدث الطفرة تلقائيًا، أو بسبب مشكلة طبية أخرى دون وجود تاريخ عائلي لهذه الحالة.[٥]
  • تناول بعض الأدوية: من الأدوية التي تُسبب تخثرًا غير طبيعي للدم موانع الحمل الفموية، وأدوية العلاج بالهرمونات.[٦]
  • الانصمام الرئوي: (Pulmonary Embolism)، حالة طبية ناتجة عن وجود جلطة دموية في أحد شرايين الرئة.[٦]
  • تجلّط الأوردة العميقة: (Deep Vein Thrombosis - DVT)، يحدث ذلك عندما تتشكل جلطة أو خثرة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة في الجسم، والتي عادةً ما تكون في الساق.[٧]
  • مرض الشريان المحيطي: (Peripheral Artery Disease - PAD)، مشكلة شائعة في الدورة الدموية تحدث نتيجةً لتضيّق الشرايين، الأمر الذي يُقلل من تدفق الدم إلى الأطراف.[٨]
  • كثرة الحُمر الحقيقية: (Polycythemia Vera)، هو نوع من أنواع سرطان الدم، يُسبب نخاع العظم فيه إنتاج كميات عالية من خلايا الدم الحمراء، والتي تؤدي إلى زيادة سماكة الدم وإبطاء تدفقه، مما قد يتسبب في مشاكل خطيرة كتجلّط الدم.[٩]
  • مرض الكبد: يحدث نتيجةً للإصابة بحالاتٍ طبيةٍ تضعُف فيها وظائف الكبد.[١٠]
  • فرط العامل الخامس ليدن: (Factor V Leiden)، يعاني المصاب بهذا الاضطراب الوراثي من فرط بروتين تخثر الدم المُسمى العامل الخامس لايدن، مما يتسبب في تجلط الدم أكثر من اللازم.[١٠]
  • نقص مضاد الثرومبين الثالث: (ATIII)، يُساعد مضاد الثرومبين الثالث على تنظيم عمليتي النزف والتخثر، وقد يتسبب انخفاض مستوياته الذي يُعد اضطرابًا وراثيًا في حدوث تجلّط الدم أكثر من اللازم.[١٠]
  • نقص بروتين C أو بروتين S: يُساعد بروتين C وبروتين S على تنظيم عمليتي النزف والتخثر، وتؤدي المستويات المنخفضة من أيٍ منهما إلى تجلّط الدم أكثر من اللازم.[١٠]
  • طفرة جينية البروثرومبين: (PT Gene Mutation)، يُسمى أيضًا بطفرة العامل الثاني، وهو اضطراب وراثي يُسبب إنتاج كمياتٍ أعلى من عوامل التخثر، والتي يمكن أن تؤدي إلى تخثر الدم المُفرط.[١٠]
  • متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد: (Antiphospholipid Antibody Syndrome)، اضطراب في المناعة الذاتية يؤدي إلى زيادة في بعض بروتينات الدم، والتي قد تزيد بدورها من خطر التجلّط.[١٠]
  • عدم انتظام ضربات القلب.[٦]
  • النوبة القلبية.[٦]
  • قصور القلب.[٦]
  • السكتة الدماغية.[٦]
  • فيروس كوفيد-19.[٦]


عوامل تزيد من خطَر تخثر الدم

يمكن أن تشمل بعض عوامل خطر تخثر الدم غير الطّبيعي ما يأتي:

  • الجلوس لفتراتٍ طويلة؛ إذ غالبًا ما يحدث تخثر الدم غير الطبيعي أثناء السفر عندما يضطر الشخص للجلوس لفتراتٍ طويلةٍ في الطائرة أو القطار أو السيارة.[١١]
  • الراحة في الفراش لفتراتٍ طويلة، والذي غالبًا ما يحدث مع الجراحة أو المرض.[١١]
  • الحمل.[١١]
  • التدخين.[١١]
  • السمنة.[١١]
  • الصدمة أو التعرّض لإصابةٍ خطيرة.[١١]
  • بعض أنواع الجراحات الكبرى.[١١]
  • العمر خاصة فوق سن الـ 60 عامًا.[١١]
  • تاريخ عائلي من الإصابة بجلطات الدم.[١١]
  • اضطرابات المناعة الذاتية.[١١]
  • بعض أنواع العدوى، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي ج.[١١]
  • تناول بعض الأدوية.[١٢]
  • السرطان؛ فالأشخاص المصابون بالسرطان أكثر عُرضة للإصابة بجلطات الدم واضطرابات التخثر، وقد يكون ذلك نتيجةً للسرطان نفسه أو علاجه.[١٣]
  • المتلازمة الكلوية (Nephrotic Syndrome)، هي اضطراب في الكلى تتسبب في إفراز الجسم للكثير من البروتين في البول، وقد تساهم التغيّرات المصاحبة لها في تكوين جلطاتٍ دموية.[١٤]




يرجع خطر حدوث الجلطة الدموية إلى تباطؤ تدفق الدم عندما لا يكون الشخص قادرًا على الحركة؛ فالدم الراكد أو الذي لا يتحرك يميل إلى التجلّط، وتُسبب الإصابة أيضًا تفاعلًا في الدم يزيد من خطر التجلّط، كما يمكن أن يؤدي التركيب الجيني للدم والإصابة بمرضٍ ما إلى زيادة احتمالية حدوث التجلّط.




الوِقاية من الجلطات

في الواقع يُعد القضاء على احتمالية حدوث جلطات الدم تمامًا أمرًا مستحيلًا، ومع ذلك هناك بعض الطرق التي يمكنها أن تُقلل من مخاطر تجلّط الدم المرضي،[١٥] منها:

  • الحركة أثناء رحلة السّفر: إذ يُمكن للمُسافر أن يمدّ ساقيه بانتظام في الرحلات الطويلة، وإذا كان ذلك ممكنًا فإن المشي يمكن أن يُحرك الدم مرةً أخرى.[١٥]
  • شُرب الماء بكثرة: يُساعد شرب الماء بانتظام على الحفاظ على الصحة العامة، كما أنه مهم بشكلٍ خاص عند السفر، ويوصى كذلك بتجنّب الكافيين والكحول إن أمكن.[١٥]
  • تجنّب التدخين.[١٥]
  • الحذر عند تناول حبوب منع الحمل: يمكن أن تزيد حبوب منع الحمل من خطر الإصابة بجلطات الدم، لذلك يجب أن تكون تحت إشراف طبي.[١٥]
  • الحفاظ على النشاط البدني: يمكن أن يُساعد المشي بانتظام على تقليل خطر تجلّط الدم.[١٦]
  • فقدان الوزن الزائد: يُساعد فقدان الوزن لمن يعانون من السمنة على تقليل خطر تجلّط الدم.[١٦]

المراجع

  1. "Blood Clots", American Society of Hematology, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  2. Benjamin Wedro (24/2/2021), "Blood Clots (in the Leg)", medicinenet, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Coagulation System Disorders", cedars-sinai, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  4. "Atherosclerosis: Arterial Disease", clevelandclinic, 14/6/2021, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  5. Aaron Kandola (27/10/2021), "What to know about coagulation disorders", medicalnewstoday, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Blood clots", mayoclinic, 25/2/2021, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  7. "Deep vein thrombosis (DVT)", mayoclinic, 22/12/2020, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  8. "Peripheral artery disease (PAD)", mayoclinic, 14/1/2021, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  9. "Polycythemia vera", mayoclinic, 18/3/2021, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح "Coagulation Disorders", Riley Hospital for Children at Indiana University Health, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Leisa Bailey (2/2021), "Blood Clots", familydoctor, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  12. "Blood Clots", clevelandclinic, 24/9/2020, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  13. "Clotting Problems", American Society of Clinical Oncology (ASCO), 8/2019, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  14. "Acquired Causes of Blood Clots", Indiana Hemophilia & Thrombosis Center, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث ج Alex Bell (25/5/2020), "What causes blood clots?", medicalnewstoday, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  16. ^ أ ب "Blood clots", nhs, 16/2/2021, Retrieved 10/11/2021. Edited.