الثلاسيميا (Thalassemia) هو أحد أمراض الدم الوراثية، ويُسبب انخفاض مستوى الهيموغلوبين عند المعدل الطبيعي في الجسم،[١] وهو بروتينٌ موجودٌ في خلايا الدم الحمراء، ويُساعدها على نقل الأكسجين من الرئة إلى بقية أجزاء الجسم،[٢] وقد تكون أعراض الثلاسيميا طفيفة، أو متوسطة أو شديدة، وذلك اعتمادًا على نوع الثلاسيميا المصاب به الطفل،[٣] فكيف يُمكن تشخيص هذه الحالة؟ وما هي طرق علاج الثلاسيميا؟
كيف يتم تشخيص مرض الثلاسيميا عند الأطفال؟
يتم تشخيص مرض الثلاسيميا عادةً في مرحلة مبكرة من الطفولة إذا كانت متوسطة أو شديدة،[٣] حيث تظهر أعراض الثلاسيميا خلال أول عامين من حياة الطفل المصاب في هذه الحالة،[٤] ويعتمد الطبيب على عدد من الفحوصات لتشخيص هذا المرض وتحديد نوعه لدى الأطفال،[٢] ومن الأمثلة على هذه الفحوصات الآتي:
فحص تعداد الدم الكامل
يلجأ الطبيب إلى هذه الفحص لقياس عدد خلايا الدم الحمراء وتركيز الهيموغلوبين الموجود فيها، كما يُساعد فحص تعداد الدم الكامل على تقييم خصائص خلايا الدم الحمراء الأخرى،[٢] مثل شكلها وحجمها،[٤] حيث يكون حجم خلايا الدم الحمراء أصغر من المعدل الطبيعي لدى الأطفال المصابين بالثلاسيميا.[٣]
فحوصات الهيموغلوبين
فكما تعلم تُسبب الثلاسيميا انخفاض مستوى الهيموغلوبين في الدم، لذا قد يطلب الطبيب إجراء فحص الفصل الكهربائي للهيموغلوبين (Hemoglobin electrophoresis)؛ حيث يقيس هذا الفحص نسبة ونوع الهيموغلوبين الموجود في الدم.[٢]
فحوصات أخرى
قد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات الآتية أيضًا:
- الفحوصات الوراثية والجينية:
تكون الثلاسيميا مرتبطة بوجود خللٍ جيني معين، لذا قد يلجأ الطبيب إلى هذا الفحص أحيانًا.[٢]
- فحوصات ما قبل الولادة:
يُمكن أن يطلب الطبيب من الأم الحامل إجراء فحص بزل السلى أو فحص الزغابات المشيمية في بعض الحالات؛ فهي ستُساعد على تحديد إن كان طفلها يُعاني من الثلاسيميا أم لا قبل ولادته.[٤]
ما هو علاج مرض الثلاسيميا عند الأطفال؟
يختلف علاج مرض الثلاسيميا لدى الأطفال من حالة لأخرى بشكلٍ كبير؛ وذلك اعتمادًا على نوع الثلاسيميا لدى الطفل المصاب وشدة الأعراض التي يُعاني منها،[٣] فقد يكتفي الطبيب بمراقبة الطفل إذا كانت حالته طفيفة، أمّا في الحالات المتوسطة أو الشديدة؛ فعادةً ما يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية:[٤]
نقل الدم بانتظام
تُسبب الثلاسيميا إصابة الطفل بفقرٍ في الدم،[٤] لذا قد يلجأ الطبيب إلى نقل الدم من متبرعٍ سليم إلى الطفل بانتظام؛ وذلك اعتمادًا على شدة أعراض الثلاسيميا لديه،[٢] ولكن يُمكن أن يُؤدي نقل الدم المتكرر إلى ارتفاع نسبة الحديد في الدم وتراكمه الجسم، الأمر الذي قد يُؤثر على صحة القلب، والكبد وأعضاء الجسم الأخرى.[٤]
استخدام الأدوية والمكملات الغذائية
يُمكن أن يصف الطبيب أدوية مثل ديفيراسيروكس (Deferasirox) للتخلص من الحديد المتراكم بسبب عمليات نقل الدم المتكررة، كما قد يلجأ إلى أدوية ومكملات غذائية خاصة بعلاج فقر الدم.[٢]
إجراء عملية زراعة نخاع العظم
يعتمد هذا الخيار على استبدال نخاع الطفل المصاب بالثلاسيميا بنخاع عظمٍ جديد من متبرعٍ سليم (أحد إخوته عادةً)،[٤] حيث سيقوم النخاع المزروع بإنتاج خلايا دم سليمة، مما سيُساعد على الشفاء من مرض الثلاسيميا، ولكن لا يُناسب هذا الخيار جميع الأطفال.[٢]